فلم أوباما أطلق حميدان لم يكن موفقاً
السبت، 2 أكتوبر 2010
فيض الإعلام,
فيض الرأي
رغم الانتشار الواسع لهذا الفلم إلا أنني لااستطيع أن أصف مدى الحزن الذي ألم بي عندما شاهدت هذا الفلم ،، ولست أدري متى سندرك أن ثقافة الخنوع ولغة الاستجداء لن تغني عنا شيئاً ،،
الأسلوب الموغل في الخضوع الذي وجهت به رسالة الفلم لن يقدم لحميدان التركي - فرج الله عنه – شيئاً ، بل قد يوهن من عزمه ، ومن عزم المشاهدين
من المعلوم أن حميدان التركي كان أحد الضحايا للحرب التي تقوم بها الحكومة الامريكية منذ الحادي عشر من سبتمبر على الاسلام في أمريكا وسعي الحكومة ووسائل الاعلام الأمريكية لنشر الاسلام فوبيا بين الامريكين فكان لابد من تصوير الاسلام بأبشع صورة وكانت التهم الموجهه إلى أخينا حميدان التركي تصب في هذه الخانة من المصالح والتصعيد الاعلامي الذي تبعها كان يعزز ويرسخ المفاهيم الخاطئة عن الاسلام والمسلمين ،،
فقضية حميدان التركي ليست قضية جنائية بل هي قضية سياسية من الدرجة الأولى ، ومثل هذه القضايا لا طريق لحلها سوى السعي بالطرق الدبلوماسية فقط كما أن
قضية حميدان التركي ليست بعيدة عن قضية أسرانا في جوانتانامو فكثير من الاسرى ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بما يسمى بالارهاب وليس لدى الحكومة الامريكية أي دليل على إدانة الكثير منهم وبعد مرور أكثر من ثمان سنوات على اعتقالهم لم توجه تهم رسمية إلا لعشرة منهم فقط بينما تم الافراج عن المعتقلين الأوربيين جميعهم منذ السنوات الاولى لكون دولهم لها علاقة دبلوماسية عالية مع الامريكان ماعدا المعتقل الكندي الجنسية عمر لإتهامه بقتل جنود أمريكان ولأنه تم القبض عليه في مداهمة لبيت في أفغانستان كما أن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الحكومة السعودية قادت للأفراج عن أكثر من مئة من المعتقلين السعوديين فلم يتبقى في جوانتانامو سوى 13 عشر معتقل سعودي بينما جهود باكستان الدبلوماسية أثمرت في الافراج عن جميع المعتقلين الباكستانيين الذين بلغ عددهم مايقارب الستين معتقل ، فالطرق الدبلوماسية تصنع المستحيل في قضايا كهذه ومن أهم القضايا المشابهة قضية إفراج بريطانيا عن المعتقل الليبي المتهم بتفجير طائرة لوكربي عبدالباسط المقرحي وذلك بعد وساطة دبلوماسية من شركة بي بي البريطانية التي تم إبرام عقود نفطية معها في ليبيا .
الأسلوب الذي طرح به الفلم فيه إقرار بشكل غير مباشر بالتهم الموجهه إلى حميدان التركي - فرج الله عنه - فطلب الإفراج عنه بأمر رئاسي مقارنة بما فعله رؤساء سابقين مع متهمين بــ : تهريب الاسلحة لإسرائيل ، تدبير تفجير طائرة امريكية يعني ذلك أننا نقر بجرم حميدان التركي وبالتهم الموجهة إليه ولكن نطلب العفو الرئاسي بحقه وهذا غير صحيح فأخونا حميدان برىء من التهم براءة الذئب من دم يوسف ،،
الحل الأمثل الذي أراه هو السعي لدى الحكومة السعودية من أجل بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية للإفراج عن حميدان التركي ولابأس من تقديم بعض الضمانات أو التعهدات التي قد تطلبها الحكومة الامريكية ، وكما هو معلوم بأنه الحكومة الامريكية قد أفرجت في العام 2004 عن السعودي ( ياسر حمدي ) الذي يحمل الجنسية الامريكية بعد تعهده بالتخلي عن الجنسية الأمريكية وموافقته على الخضوع لقيود صارمة تتعلق بسفره وكان ياسر حمدي قد قبض عليه في أفغانستان بينما كان يقاتل مع حكومة طالبان ، فالحكومة الامريكية لاشك بأنها ستشترط بعض الضمانات كعدم دخوله أمريكا مثلاً أو تعهده بعدم مقاضاة الحكومة الامريكية بعد الافراج عنه أو منعه من السفر وهذه كلها بلا شك أهون من بقائه في السجن بعيداً عن أهله ووطنه ،،
ختاماّ : أسأل الله أن يجزي المهندم الكدم والطاقم الذي عمل معه خير الجزاء وأن لايحرمهم الأجر ،،
كما أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج كرب أخونا حميدان وأن يكفيه شر الأشرار وكيد الفجار ،،
وبالمناسبة هنا تدوينة تناولت الفلم من زاوية أخرى أرجوا الاطلاع عليها : على هذا الرابط
هذا الموضوع كتبته يوم السبت، 2 أكتوبر 2010 ضمن تصنيف
فيض الإعلام,
فيض الرأي
يمكنك نقل اي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي للاتصال او الاستفسار عن اي موضوع من
هنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عزيزي / عزيزتي ... تحية طيبة
يسرني تعليقك على ماورد في تدوينتي ..
شاكراً لك زيارتك